فصل: (سورة الحج: الآيات 1- 2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {من القول} هو حال من الطيب أو من الضمير فيه.
قوله تعالى: {ويصدون} حال من الفاعل في {كفروا} وقيل هو معطوف على المعنى، إذ التقدير: يكفرون ويصدون، أو كفروا وصدوا، والخبر على هذين محذوف تقديره: معذبون: دل عليه آخر الآية، وقيل الواو زائدة وهو الخبر، و{جعلناه} يتعدى إلى مفعولين، فالضمير هو الأول، وفي الثاني ثلاثة أوجه:
أحدها: {للناس} فيكون {سواء} خبرا مقدما، وما بعده المبتدأ، والجملة حال إما من الضمير الذي هو الهاء، أو من الضمير في الجار.
والوجه الثاني: أن يكون للناس حالا، والجملة بعده في موضع المفعول الثاني.
والثالث: أن يكون المفعول الثاني سواء على قراءة من نصب، و{العاكف} فاعل سواء، ويجوز أن يكون جعل متعديا إلى مفعول واحد، وللناس حال، أو مفعول تعدى إليه بحرف الجر، وقرئ: {العاكف} بالجر على أن يكون بدلا من الناس، وسواء على هذا نصب لاغير {ومن يرد} الجمهور على ضم الياء من الأرادة، ويقرأ شاذا بفتحها من الورود، فعلى هذا يكون {بإلحاد} حالا: أي ملتبسا بإلحاد، وعلى الأول تكون الباء زائدة وقيل المفعول محذوف: أي تعديا بإلحاد، و{بظلم} بدل بإعادة الجار، وقيل هو حال أيضا: أي إلحادا ظالما، وقيل التقدير: إلحادا بسبب الظلم.
قوله تعالى: {وإذ بوأنا} أي اذكر، و{مكان البيت} ظرف، واللام في {لإبراهيم} زائدة، أي أنزلناه مكان البيت، والدليل عليه قوله تعالى: {ولقد بوأنا بنى إسرائيل} وقيل اللام غير زائدة.
والمعنى هيأنا {ألا تشرك} تقديره: قائلين له لا تشرك، فأن مفسرة للقول المقدر، وقيل هي مصدرية: أي فعلنا ذلك لئلا تشرك، وجعل النهى صلة لها، وقوى ذلك قراءة من قرأ بالياء {والقائمين} أي المقيمين، وقيل أراد المصلين.
قوله تعالى: {وأذن} يقرأ بالتشديد والتخفيف والمد: أي أعلم الناس بالحج {رجالا} حال، وهو جمع راجل، ويقرأ بضم الراء مع التخفيف، وهو قليل في الجمع، ويقرأ بالضم والتشديد مثل صائم وصوام، ويقرأ رجالى مثل عجالى {وعلى كل ضامر} في موضع الحال أيضا: أي وركبانا، وضامر بغير هاء للمذكر والمؤنث، و{يأتين} محمول على المعنى، والمعنى، وركبانا على ضوامر يأتين، فهو صفة لضامر، وقرئ شاذا {يأتون} أي يأتون على كل ضامر، وقيل يأتون مستأنف، و{من كل فج} يتعلق به.
قوله تعالى: {ليشهدوا} يجوز أن تتعلق اللام بإذن، وأن تتعلق بيأتوك والله أعلم.
قوله تعالى: {ذلك} أي الأمر ذلك {فهو خير} هو ضمير التعظيم الذي دل عليه يعظم {إلا ما يتلى} يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا، لأن بهيمة الأنعام ليس فيها محرم، ويجوز أن يكون متصلا ويصرف إلى ما حرم منها بسبب عارض كالموت ونحوه {من الأوثان} من لبيان الجنس: أي اجتنبوا الرجس من هذا القبيل، وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا.
قوله تعالى: {حنفاء} هو حال {غير مشركين} كذلك {فكأنما خر} أي يخر، ولذلك عطف عليه.
قوله تعالى: {تخطفه} ويجوز أن يكون التقدير: فهو يخطفه، فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى، وفيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة.
قوله تعالى: {فإنها من تقوى القلوب} في الضمير المؤنث وجهان:
أحدهما هو ضمير الشعائر، والمضاف محذوف تقديره: فإن تعظيمها، والعائد على {من} محذوف: أي فإن تعظيمها منه أو من تقوى القلوب منهم، ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير: من تقوى قلوبهم، والألف واللام بدل من الضمير.
والوجه الثاني: أن يكون ضمير مصدر مؤنث تقديره: فإن العظمة أو الحرمة أو الخصلة، وتقديره العائد على ما تقدم.
قوله تعالى: {لكم فيها} الضمير لبهيمة الأنعام.
والمنسك يقرأ بفتح السين وكسرها وهما لغتان، وقيل الفتح للمصدر والكسر للمكان.
قوله تعالى: {الذين إذا ذكر الله} يجوز أن يكون نصبا على الصفة أو البدل أو على إضمار أعنى، وأن يكون رفعا على تقديرهم {والمقيمي الصلاة} الجمهور على الجر بالإضافة، وقرأ الحسن بالنصب، والتقدير: والمقيمين، فحذف النون تخفيفا لا للإضافة.
قوله تعالى: {والبدن} هو جمع بدن، وواحدته بدنة مثل خشب وخشب، ويقال هو جمع بدنة مثل ثمرة وثمر، ويقرأ بضم الدال مثل ثمر، والجمهور على النصب بفعل محذوف، أي وجعلنا البدن، ويقرأ بالرفع على الابتداء، و{لكم} أي من أجلكم فيتعلق بالفعل، و{من شعائر} المفعول الثاني {لكم فيها خير} الجملة حال {صواف} حال من الهاء: أي بعضها إلى جنب بعض، ويقرأ {صوافن} واحد صافن وهو الذي يقوم على ثلاث، وعلى سنبك الرابعة، وذلك يكون إذا عقلت البدنة، ويقرأ {صوافي} أي خوالص لله تعالى، ويقرأ بتسكين الياء، وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص {القانع} بالألف من قولك قنع به إذا رضى بالشيء اليسير، ويقرأ بغير ألف من قولك قنع قنوعا إذا سال {والمعتر} المعترض، ويقرأ المعترى، بفتح الياء، وهو في معناه. يقال عرهم وأعرهم وعراهم واعتراهم إذا تعرض بهم للطلب {كذلك} الكاف نعت لمصدر محذوف تقديره: سخرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا.
قوله تعالى: {لن ينال الله} الجمهور على الياء، لأن اللحوم والدماء جمع تكسير، فتأنيثه غير حقيقي، والفصل بينهما حاصل، ويقرأ بالتاء، وكذلك {يناله التقوى منكم}.
قوله تعالى: {إن الله يدافع} يقرأ بغير ألف وبالألف وهما سواء، ويقال إن الألف تدل على أن المدافعة تكون بين الله تعالى وبين من يقصد أذى المؤمنين.
قوله تعالى: {أذن} يقرأ على تسمية الفاعل وعلى ترك تسميته، وكذلك {يقاتلون} والتقدير: أذن لهم في القتال بسبب توجيه الظلم إليهم.
قوله تعالى: {الذين أخرجوا} هو نعت للذين الأول، أو بدل منه، أو في موضع نصب بأعنى، أو في موضع رفع على إضمارهم {إلا أن يقولوا} هذا استثناء منقطع تقديره إلا بقولهم ربنا الله، و{دفع الله} ودفاعه قد ذكر في البقرة، {صلوات} أي ومواضع صلوات، ويقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد وكسرها، يقرأ بضم الصاد واللام، وبضم الصاد وفتح اللام، وبسكون اللام كما جاء في حجرة اللغات الثلاث، ويقرأ {صلوت} بضم الصاد واللام وإسكان الواو مثل صلب وصلوب، ويقرأ صلويثا بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث، ويقرأ {صلوتا} بفتح الصاد وضم اللام وهواسم عربي، والضمير في {فيها} يعود على المواضع المذكورة.
قوله تعالى: {الذين إن مكناهم} هو مثل {الذين أخرجوا} {نكير} مصدر في موضع الإنكار.
قوله تعالى: {وكأين} يجوز أن يكون في موضع نصب بما دل عليه أهلَكِناها، وأن يكون في موضع رفع بالابتداء، {أهلَكِناها} وأهلكتها سواء في المعنى.
{وبئر} معطوفة على قرية.
قوله تعالى: {فإنها} الضمير للقصة، والجملة بعدها مفسرة لها، و{التى في الصدور} صفة مؤكدة.
قوله تعالى: {معجزين} حال ويقرأ {معاجزين} بالألف والتخفيف، وهو في معنى المشدد مثل عاهد وعهد، وقيل عاجز سابق وعجز سبق.
قوله تعالى: {إلا إذا تمنى} قيل هو استثناء من غير الجنس، وقيل الكلام كله في موضع صفة لنبى، و{القاسية} الألف واللام بمعنى الذى، والضمير في {قلوبهم} العائد عليها، وقلوبهم مرفوع باسم الفاعل، وأنث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث، وهو معطوف على الذين.
قوله تعالى: {فيؤمنوا} هو معطوف على ليعلم وكذلك {فتخبت} {لهادي الذين} الجمهور على الإضافة، ويقرأ لهاد بالتنوين، والذين نصب به {في مرية} بالكسر والضم وهما لغتان.
قوله تعالى: {يومئذ} منصوب بقوله: {لله} ولله الخبر، و{يحكم} مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى، والعامل فيه الجار.
قوله تعالى: {فأولئك} الجملة خبر الذين، ودخلت الفاء لمعنى الجزاء، و{قتلوا} بالتخفيف والتشديد، {وليرزقنهم} الخبر، و{رزقا} مفعول ثان، ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكدا.
قوله تعالى: {ليدخلنهم} يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنهم، ويجوز أن يكون مستأنفا، و{مدخلا} بالضم والفتح، وقد ذكر في النساء.
قوله تعالى: {ذلك} أي الأمر ذلك ومابعده مستأنف {بمثل ما عوقب به} الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الآلة، و{لينصرنه} خبر من.
قوله تعالى: {هو الحق} يجوز أن يكون هو توكيدا وفصلا ومبتدأ، و{يدعون} بالياء والتاء والمعنى ظاهر.
قوله تعالى: {فتصبح الأرض} إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين: أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر: أي قد رأيت فلا يكون له جواب.
والثاني أن ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له، ورؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الأرض، وإنما يجب عن الماء، فهى، أي القصة، وتصبح الخبر، ويجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت، وهو معطوف على أنزل فلا موضع له إذا {مخضرة} حال وهو اسم فاعل، وقرئ شاذا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة: أي ذات خضرة.
قوله تعالى: {والفلك} في نصبه وجهان: أحدهما هو منصوب بسخر معطوف على ما.
والثاني هو معطوف على اسم إن، و{تجرى} حال على الوجه الأول، وخبر على الثاني، ويقرأ بالرفع، وتجرى الخبر {أن تقع} مفعول له: أي كراهة أن تقع، ويجوز أن يكون في موضع جر: أي من أن تقع، وقيل في موضع نصب على بدل الاشتمال: أي ويمسك وقوع السماء: أي يمنعه.
قوله تعالى: {فلا ينازعنك} ويقرأ {ينزعنك} بفتح الياء وكسر الزاى وإسكان النون: أي لا يخرجنك.
قوله تعالى: {يكادون} الجملة حال من الذين، أو من الوجوه لأنه يعبر بالوجوه عن أصحابها كما قال تعالى: {وجوه يومئذ عليها غبرة} ثم قال: أولئك هم.
قوله تعالى: {النار} يقرأ بالرفع.
وفيه وجهان:
أحدهما: {هو} مبتدأ، و{وعدها} الخبر.
والثاني: {هو} خبر مبتدأ محذوف: أي هو النار: أي الشر، و{وعدها} على هذا مستأنف إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال، ويقرأ بالنصب على تقدير أعنى، أو بوعد الذي دل عليه وعدها، ويقرأ بالجر على البدل من شر.
قوله تعالى: {يسلبهم} يتعدى إلى مفعولين، و{شيئا} هو الثاني.
قوله تعالى: {ومن الناس} أي ومن الناس رسلا.
قوله تعالى: {حق جهاده} هو منصوب على المصدر، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف: أي جهادا حق جهاده {ملة أبيكم} أي اتبعوا ملة أبيكم، وقيل تقديره: مثل ملة، لأن المعنى سهل عليكم الدين مثل ملة إبراهيم، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه {هو سماكم} قيل الضمير لإبراهيم، فعلى هذا الوجه يكون قوله: {وفي هذا} أي وفي هذا القرآن سماكم: أي بسببه سميتم، وقيل الضمير لله تعالى: {ليكون الرسول} يتعلق بسماكم، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الحج:

.[سورة الحج: الآيات 1- 2]:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَا أرضعت وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وما هم بِسُكارى وَلَكِن عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}.
{يا} للنداء {أَيُّهَا} منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب مفعول به لأدعو المقدرة وها للتنبيه {النَّاسُ} بدل أو عطف بيان وجملة النداء ابتدائية {اتَّقُوا} أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {رَبَّكُمْ} مفعول به والكاف مضاف إليه والجملة لا محل لها لأنها ابتدائية {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شيء} إن واسمها وخبرها والساعة مضاف إليه {عَظِيمٌ} صفة شيء والجملة تعليلية لا محل لها {يَوْمَ} ظرف زمان متعلق بـ تذهل {تَرَوْنَها} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والها مفعول به والجملة مضاف إليه {تَذْهَلُ كُلُّ} مضارع وفاعله {مُرْضِعَةٍ} مضاف إليه والجملة مستأنفة {عَمَا} عن حرف جر وما موصولية متعلقان بتذهل {أرضعت} ماض وفاعل والجملة معطوفة {وَتَضَعُ كُلُّ} مضارع وفاعله والجملة معطوفة على تذهل {ذاتِ} مضاف إليه {حَمْلٍ} مضاف إليه {حَمْلَها} مفعول به والها مضاف إليه {وَتَرَى} مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر فاعله مستتر {النَّاسَ} مفعول به {سُكارى} حال منصوبة والجملة معطوفة على ما سبق {وما} الواو حالية وما نافية تعمل عمل ليس هم اسم ما في محل رفع {بِسُكارى} الباء زائدة وسكارى خبر مجرور لفظا منصوب محلا والجملة في محل نصب على الحال {وَلَكِن عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} لَكِن واسمها وخبرها ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة على جملة الحال وهي في محل نصب مثلها.